الأميرة خولة بنت الأزور
حفظ كملف ورد
...
الأميرة خولة بنت الأزور
4
لما فتح الله تبارك وتعالى على صحابة خير الانام
أجمعين بقيادة سيدنا خالد بن الوليد
وحرروا الاميرة خولة بنت الازور
وأخيها الامير ضرار ومعهم المئات من المؤمنين الموحدين من الصحابة الكرام غرب مدينة الاسكندرية اصبحت الاميرة خولة بنت الازور على ارض الكنانة مصر المحروسة وصار بها امراء الجيوش معززة مكرمة حتى وصلوا بها الى امير مصر وقتها الامير عمرو بن العاص فاستقبلها احسن استقبال واكرم نزلها واخيها الامير ضرار بن الازور ومن معهم من الصحابة الكرام لأنها وأخيها لهما منزلة مرتفعة من المحبة عند سائر الصحابة الكرام.
وفى تلك الاثناء أرسل عمرو بن العاص إلى أمير المؤمنين الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضه يستشيره ماذا يفعل بعد فتح مدينة مصر (القاهرة حاليا) ومدن الوجه البحرى والاسكندرية؟ ماذا يفعل؟ هل يقوم بفتح الصعيد او يستأخر؟ وأرسل برسالته مع الصحابى الجليل سالم بن بجيعة الكندى
.
فلما وصل سالم بن بجيعة الكندى
وراه سيدنا عمر بن الخطاب
قال له: ما وراءك يا سالم؟ فأنت سالم فى الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى. فسلمه رسالة عمرو بن العاص فقرأها، ثم إستشار سيدنا عمر بن الخطاب
سيدنا على بن أبى طالب
فأشار عليه سيدنا على بن أبى طالب: ألا يسير عمرو بن العاص بنفسه ليكون أهيب له فى قلوب أعدائه، وأن يجهز جيشاً عشرة آلاف فارس ويؤمر عليهم خالد بن الوليد فإنه سيف الله. فقال سيدنا عمر بن الخطاب
: صدقت يا أبا الحسن، وقد قال رسول الله
: (خالد سيف الله تعالى). وفى رواية (إن خالداً سيف لا يغمد عن أعدائه).
ثم أرسل امير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب
كتابه الى عمرو بن العاص فى مصر ومما سطر فى الكتاب... "إن بمصر مدينتين كما بلغنى إحداهما يقال لها أهناس (من مدن محافظة بنى سويف حاليا) قريبة من مصر، والثانية يقال لها البهنسا (من مدن محافظة المنيا حاليا) أمنع وأحصن وبلغنى أن بها بطريقاً طاغياً سفاكاً للدماء يقال له البطليوص وهو أعظم بطارقة مصر كما بلغنى، وأنه ملك الواحات فلا تقربوا الصعيد حتى تفتحوا هاتين المدينتين وعليك بتقوى الله فى السر والعلانية، أنت ومن معك، وأنصف المظلوم من الظالم، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر وخذ حق الضعيف من القوى، ولا تأخذك فى الله لومة لائم، وأقم أنت بمصر (مصر القديمة بالقاهرة حاليا)، وأرسل الأجناد وإن احتجت إلى مدد فأرسل وكاتبنى، وأنا أرسل لك المدد، والمعونة من الله
، وأسأل الله تعالى أن يكون لكم بالنصر والمعونة والفتح، والحمد لله رب العالمين".
وهاهنا جاءتهم خارطة طريق الفتوح للصعيد ومدنه من الخليفة الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب
وبتعليمات وارشادات سيدنا على بن ابى طالب
لفتح مدن الصعيد حيث اعلمهم انه اذا فتحت لهم مدينة اهناسيا ثم مدينة البهنسا فقد فتح سائر الصعيد وأمرهم بانتداب سائر القادة من كل المدن المصرية للمسير نحو فتح مدن الصعيد.
وفى مدينة الجيزة وبالتحديد شرق الهرم الاصغر (الهرم حاليا) اجتمعت قادة الجيوش من سائر المدن المصرية يتقدمهم أبطال بنى هاشم وصفوة رجالها سيدنا عبد الله بن جعفر بن ابى طالب
أميرا على جيش وسيدنا مسلم بن عقيل بن ابى طالب
أميرا على جيش وسيدنا جعفر بن عقيل بن ابى طالب
وسيدنا الفضل بن عقيل بن ابى طالب
وسيدنا الفضل بن العباس
اميرا على جيش وسيدنا عبد الله بن العباس
اميرا على جيش وسيدنا على بن عقبل بن ابى طالب
اميرا على جيش وسيدنا زياد ابن الحرث بن عبدالمطلب بن هاشم
أميرا على جيش ومن سادات قريش سيدنا الزبير بن العوام
اميرا على جيش وسيدنا عبد الرحمن بن ابى بكر الصديق
اميرا على جيش وسيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب
اميرا على جيش والكثير والكثير من السادة الاعلام المهاجرين والانصار مما يعجز الوصف والكتابة عن فضلهما
أجمعين حتى صار الجيش يزيد عن ستة عشر الف فارس ولقد أمر بالمسير فى اتجاه جنوب الجيزة اكثر من عشرة آلاف صحابى جليل ومنهم الاميرة خولة بنت الازور
وأخيها الامير ضرارا قاصدين دهشور بالجيزة وهى اول مدينة تفتح فى مدن الصعيد بقيادة سيف الله المسلول على اعدائه سيدنا خالد بن الوليد
وبصحبته امراء السادة بنو هاشم
وقد قام سيف الله المسلول بتسليم السادة أمراء الجيوش الرايات مستفتحا بالسادة بنو هاشم.
فللما تسلم الفارس الهاشمى جعفر بن عقيل بن ابى طالب
الراية وكان على خمسمائة فارس من الصحابة الكرام
أجمعين قال:
أنا ابن عقيل من لؤى وغالب همام شجاع للأعادى غالب
حماة الوغى أهل الوفا معدن الصفا إلى جود يمنانا مسير الركائب
ولا يعرف المعروف إلا بعرفنا ولا الجود إلا جودنا كالمواهب
علا مجدنا فوق الثنا وسناؤنا علا شرفاً فوق كل الكتائب
فيا ويل أهل البغى منا إذا التقت فوارسنا فيهم بحد القواضب
وايضا لم تسلما الفارس الهاشمى الفضل بن عقيل بن ابى طالب
الراية وكان على خمسمائة فارس من الصحابة
أجمعين فقال:
إنى أنا الفضل أبى عقيل أسير للحرب بلا تمهيل
بحد سيف قاطع صقيل به أبيد الكافر الجهول
أنا ابن عم أحمد الرسول المرسل المبعوث فى التنزيل
ولما تسلم ايضا الراية الفارس الهاشمى سيدنا الفضل بن العباس بن عبد المطلب
وأقره على خمسمائة فارس من أصحاب رسول الله صل فأخذ يقول:
إنى أنا الفضل أبى العباس وفارس منازل حواس
معى حسام قاطع للرأس وفالق الهامات والأضراس
أفنى به الأعدا بلا الباس وما على فيهم من باس
ولما تسلم الراية ايضا الفارس الهاشمى سيدنا الامير زياد بن أبى سفيان بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم وكان على خمسمائة من الصحابة الكرام
اجمعين، وكان
فارساً عظيماً وبطلاً صنديداً فتسلم الراية وتوجه، وهو ينشد:
أنا الفارس المشهور يوم الوقائع بحد حسام فى الجماجم قاطع
ورمحى على الأعداء ما زال طائلاً إذا التحم الأعداء للضد قاطع
وعزمى فى الهيجاء ما زال ماضياً برأى سديد للمحاسن جامع
أصول على الأعداء صولة قادر وأشبعهم ضرباً ببعض لوامع
إمام الوغى من آل ذروة هاشم حماة البرايا كالبدور الطوالع
أنا ابن أبى سفيان من نسل حارث تموت العدا منى وكل منازع
ومع هذا كانت الاميرة خولة بنت الازور مع الجيش الفاتح لمدن الصعيد مع سائر اخواتها من الصحابيات من قريش ومن سائر قبائل العرب ومنهم السيدة أسماء بنت الصديق
وعن أبيها وغيرها الكثير.
وفى الطريق الى دهشور بالجيزة أستقر الجيش الفاتح قليلا وارسلوا عيونهم من الفرسان الشجعان لمعرفة أخبار بطريك دهشور وجيشه من الروم والبربر والحبش.
وها هنا قد تيقن الجيش بتمام الفتح والنصر عند رؤيتهم فى المقدمة بزوغ أقمار الفوارس من بنى هاشم قادة اعلام وبشائر بالنصر والغلبة على الاعداء مهما بلغت عدتهم وعدادهم.
وفى العدد القادم بعون الله وحوله نكمل كيف كان دور الاميرة خولة بنت الازور فى موقعة دهشور وتحرير أخيها الامير ضرار بن الازور ورحلتها المستقرة والعامرة ساكنة البهنسا الغراء على ساكنيها الرضا والرضوان من رب العباد.
ابراهيم جعفر
...