07 أكتوبر, 2025

من وصايا الإمام فخر الدين في القصيدة رقم ٤

من وصايا الإمام فخر الدين في القصيدة رقم ٤

17 مارس 2021
عبدالستار الفقي ...

12- تَرَفَّقُوا بِالَّذِينَ اللَّهُ أَلَّفَهُمْ *** وَيَمَّمُونِي مِنَ الأَعْرَابِ وَالْعَجَمِ 12- كما أوصيكم ياأبناء طريقي أن تترفقوا بالمؤلفة قلوبهم والذين هم حديثوا العهد بالإسلام أو بالطريقة ، وهم الذين ألف الله تعالى بين قلوبهم وجمعها على ذكر اسمه المفرد ، وهو لفظ الجلالة( الله ) ، فتآلفت قلوبهم بذكره ، فعامولوا هؤلاء المؤلفة قلوبهم برفق وعناية وتلطف ، سواء من قصدني منهم من الأعراب وهم سكان البادية ، أو من العجم الذين ينطقون بلغات أخرى غير العربية. يقول جل وعلا:{ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال (63) - ولقد أكثر النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق فقال: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله). متفق عليه. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه). وهذا يدل على أهمية هذا الخُلُق وحاجة الخلْق إليه في سائر شؤونهم. والرفق يعني لين الجانب بالقول والفعل واللطف في اختيار الأسلوب وانتقاء الكلمات وطريقة التعامل مع الآخرين وترك التعنيف والشدة والغلظة في ذلك والأخذ بالأسهل. : 13- وَأَنْزِلُوهُمْ عَلَى رَحْبٍ وَمَرْحَبَةٍ *** فَإِنَّ مَنْ ذَاقَ فَضْلِي جَدُّ مُحْتَشِمِ 13- وَأَنْزِلُوا من قصدوني من الأعراب والعجم وَهَيّؤوا لَهُم نُزْلَهُم ومكان ضيافتهم ، ووسِّعوا عليهم في المكان والضيافة وأكثروا العطاء لهم) ورحبوا بهم على الرَّحْب والسَّعَة : بكلِّ التِّرحاب والارتياح ، فكل مَنْ ذَاقَ منكم او شرب شربة من ينبوع فَضْلِي ،فسوف تقيه تلك الشربة من النفاق والبخل والتقتير ويصبح رجلا محتشما حييا ، كريما ،ذو مكانة ومنزلة عالية بين الناس ويشتهر بينهم بالحياء ،والاحتشام والكرم. جَدُّ مُحْتَشِمِ: أي رجل له مكانة ومنزلة عالية بين الناس في اشتهاره بالحياء. ...

التعليقات عدد التعليقات (0)

أضف تعليق