02 أبريل, 2025

اقوال وحكم للإمام القشيري

اقوال وحكم للإمام القشيري

05 ديسمبر 2020
عبدالستار الفقي ...

أقوال وحكم للإمام القشيري هو صاحب تفسير (لطائف الإشارات) وصاحب( الرسالة القشيرية في علم التصوف) وغيرها، ولد في نيسابور سنة 346 هـ وتوفى سنة 465هـ ومن أقواله: - فرقان هذه الأمة الذي اخْتَصُّوا به نورٌ في قلوبهم ، به يُفَرِّقون بين الحق والباطل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لوابصة : « استفتِ قلبك » . وقال : « اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله » . وقال الله تعالى : { إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا } [ الأنفال : 29 ] وذلك الفرقان ميراث ما قدَّموه من الإِحسان . - كلَّف المؤمِنَ بأن يُسالِمَ كل أحدِ إلا نَفْسَه فإنها لا تتحرك إلا بمخالفة سيده؛ فإن مَنْ سَالَم نَفْسَه فَتَرَ عن مجاهداته ، وذلك سبب انقطاع كل قاصد ، وموجِبُ فترةِ كل مريد . - إذا اختلف الخاطران في قلب المؤمن فإن كان له اجتهاد العلماء تأمل ما يسنح لخاطره بإشارة فهمه ، ومن كان صاحب قلب وكَلَ ذلك إلى الحق - سبحانه - وراعى ما خوطب به في سرائره ، وأُلْقِيَ - بلا واسطة - في قلبه . - مكَنَكَ من الدنيا ثم قال : { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ } فلم يَعُدَّها شيئاً لك ثم لو تَصَدَّقْتَ منها بِشقِّ تمرةٍ لتَخَلَّصْتَ من النار ، وحظيت بالجنة ، وهذا غاية الكرم . وإذا كانت قيمة الدنيا قليلة فأخَسُّ من الخسيس مَنْ رَضِيَ بالخسيس بدلاً عن النفيس . - إن شاهدتم النعمة من الله فلا يقطعنَّكم شهودها عن شهود المُنْعِم . - يقال نورٌ في البداية هو نور العقل ، ونورٌ في الوسائط هو نور العلم ونور في النهاية هو نور العرفان؛ فصاحب العقل مع البرهان ، وصاحب العلم مع البيان ، وصاحب المعرفة حكم العيان. - قوله تعالى: { وَاْمُرْ بِالعُرْفِ } : أفضل العرف أن يكون أكمل العطاء لأكثر أهل الجفاء ، وبذلك عامل الرسول - صلى الله عليه وعلى آله - الناسَ . - الإعراض عن الأغيار بالإقبال عن من لم يَزْل ولا يزال ، وفي ذلك النجاة من الحجاب ، والتحقق بما يتقاصر عن شرحه الخطاب . - قوله جلّ ذكره : { فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ } . أي أجيبوا لأمر الله ، ولا تطيعوا دَوَاعِيَ مُناكم والحكمَ بمقتضى أحوالكم ، وابتغوا إيثارَ رضاء الحقِّ على مراد النَّفْس ، وأصلحوا ذات بَيْنِكم ، وذلك بالانسلاخ عن شُحِّ النَّفْس ، وإيثار حقِّ الغير على مَالَكُم من النصيب والحظِّ ، وتنقية القلوب عن خفايا الحَسَد والحقد . - الخبيث ما لا يصلح لله ، والطيب ما يصلح لله . الخبيث ما حكم الشرعُ بقبحه وفساده ، والطيب ما شهد العلم بحسنه وصلاحه . ويقال الخبيث الكافرُ ، والطيِّبُ المؤمِنُ . الخبيثُ ما شَغَل صاحبَه عن الله ، والطيِّبُ ما أوصل صاحبه إلى الله . الخبيثُ ما يأخذه المرءُ وينفقه لحظِّ نفسه ، والطيب ما ينفقه بأمر ربه . الخبيث عملُ الكافرِ يُصَوَّر له ويُعَذَّب بإِلقائه عليه ، والطيِّبُ عملُ المؤمن يُصَورُ له في صورةٍ جميلة فيحمل المؤمن عليه . -المؤمن لا يزداد بنفسه ضعفاً إلاَّ ازداد بقلبه قوةً ، لأن الاستقلال بقوة النَّفس نتيجةُ الغفلة ، وقوةُ القلب بالله - سبحانه - على الحقيقة . - العوام يحملون المشاقَّ بنفوسهم وجسومهم ، والخواص بقلوبهم وهممهم ، وقالوا : « والقلبُ يحْمِلُ مَا لاَ يَحْمِلُ البَدَنُ » وقال آخر . وإنْ تَرَوْني أُعاديها فلا عَجَبٌ ... على النفوسِ جناياتٌ من الهِمَم - المؤمن لا تلحقُه شماتةُ عدوِّه لأنه ليس يرى إلا مُرادَ وليِّه ، فهو يتحقق أنَّ ما ينالُه مرادُ مولاه فيسقطُ عن قلبِه ما يهواه ، ويستقبله بروح رضاه فَيَعْذُبُ عنده ما كان يَصْعُبُ مِنْ بلواه ، إنْ كان سَرَّكُمُ ما قال حاسدُنا ... فما لِجُرْحٍ - إذا أَرْضَاكُم ألَم . - ويقال شَهودُ جريانِ التقدير يخفف على العبد تَعَبَ كلِّ عسير . - أولُ التوكلِ الثقةُ بوعده ، ثم الرضا باختياره ، ثم نسيانُ أمورِك بما يغْلِبُ على قلبك من أذكاره . - ويقال التوكل سكونُ السِّرِّ عند حلول الأمر ونهاية التفويض ، وفيها يتساوى الحلوُ والمرُّ ، والنعمةُ والمحنةُ . - عين العداوة بالمساوئ مُوَكَّلَة ، وعين الرضا عن المعايب كليلة . - بسطوا اللائمة في رسول الله صلى الله عليه وسلم فعابوه بما هو أمارة كرمه ، ودلالة فضله ، فقالوا : إنه بحسن خُلُقِه يسمع ما يقال له ، فقال عليه السلام : « المؤمِن غِرٌّ كريم والمنافق خَبٌّ لئيم » . - قيل : مَنْ العاقلُ؟ قالوا : الفَطِنُ المُتَغافِل . وفي معناه أنشدوا : وإذا الكريمُ أتيْتَه بخديعةٍ ... ولقِيتَه فيما ترومُ يُسارعُ فاعلمُ بأنَّكَ لم تُخادِعْ جاهلاً ... إنَّ الكريم - بفضله – يتخادع -قوله جلّ ذكره : { المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ } المؤمِنُ بالمؤمِن يَتَقَوَّى ، والمنافقُ بالمنافق يتعاضد ، وطيور السماء على أُلاَّفِها تَقَعُ . فالمنافِقُ لصاحبه أسٌّ به قوامه ، وأصلٌ به قيامه؛ يُعِينُه على فساده ، ويُعَمِّي عليه طريقَ رشادِه . والمؤمِنُ ينصر المؤمنَ ويُبَصِّره عيوبَه ، ويُبغضُ لديه ويُقَبِّحُ - في عينيه - ذنوبَه ، وهو على السدادِ يُنْجِدُه ، وعن الفسادِ يُبْعِده . - قوله جلّ ذكره : { نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ } . جازاهم على نسيانهم ، فسمَّى جزاءَ النسيانِ نسياناً . تركوا طاعتَه ، وآثروا مُخالَفَته ، فَتَرَكَهُم وما اختاره لأنفسهم ، قال تعالى : { وَتَرَكَهُمْ فِى ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ } [ البقرة : 17 ] . - كما تفرَّد بإبداع الضُرِّ واختراعه فلا شريكَ يُعْضِّدُه ، كذلك توحَّدَ بكشف الضُرِّ وصَرْفِه فَلا نصيرَ يُنْجِدُه . - ويقال هوَّنَ على المؤمِن الضرِّ إليه بقوله : { وَإِن يَمْسسْكَ اللّهُ بِضُرٍ } حيث أضافه إلى نفسه ، والحنظلُ يُسْتَلذُّ مِنْ كفَّ مَنْ تحبه . - وفَرَّقَ بين الضُرِّ والخير بإضافة الضرِّ إليه فقال : { وَإن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍ } ولم يقل : وإنْ يُرِدْكَ بضرٍ- وإنْ كان ذلك الضرُّ صادراً عن إرادته- وفي ذلك من حيث اللفظ دِقّة . - ويقال : عَذُبَ الضرّ حيث كان نفعه؛ فلمَّا أوجب مقاساة الضُّرِّ من الحرَبَ أبدل مكانَه السرورَ والطَّرَب - المؤمنون كانوا مخصوصين بالفراسة ، فكل مؤمن له بِقَدْرِ حاله من الله هداية ، قال صلى الله عليه وسلم : « اتقوا فراسةَ المؤمن ينظر بنور الله » ولقد قال قائلهم . أَبِعَيْنِي أَرَاكَ أَمْ بفؤادي؟ ... كلُّ ما في الفؤاد للعين بادِ ...

التعليقات عدد التعليقات (0)

أضف تعليق